جرت العادة خلال كل دورة من دورات مهرجان سينما الشعوب ، أن تنفتح إدارة المهرجان على سينما الآخر ، وذلك عبر فقرة " في ضيافة المهرجان " التي تتم فيها استضافة مهرجان سينمائي دولي أو فتح نافدة على سينما من سينمات الشعوب الأخرى.
وقد اختار منظمو الدورة الرابعة عشرة لمهرجان سينما الشعوب بإيموزار كندر ، من 9 إلى 12 نونبر 2017 ، استضافة مهرجان مينوركا للفيلم المتوسطي من إسبانيا ، الذي قربتنا مؤسسته السيدة بيبيانا شونهوفر (BIBIANA SCHÖNHÖFER) ، رئيسة لجنة تحكيم المسابقة الدولية لمهرجان سينما الشعوب ، من فلسفته وخصوصيته (تصورا وتنظيما وبرمجة) ومشاكله أيضا.
ففي لقاء مفتوح معها بالمركب الثقافي لإيموزار كندر ، صباح يوم الجمعة 10 نونبر الجاري ، تحدثت هذه الفاعلة السينمائية والجمعوية الإسبانية عن جوانب من تكوينها ومسيرتها الفنية وعن ظروف ودواعي تأسيسها لمهرجان سينمائي بمينوركا ينتقي ويبرمج عروضا سينمائية لأفلام متوسطية في الهواء الطلق صيفا بفضاءات مختلفة وفق رؤية تراهن على الكيف والتنوع ، وذلك لفك العزلة سينمائيا عن هذه المنطقة الإسبانية التي تشكو من خصاص في القاعات السينمائية وفي عروض الأفلام ذات القيمة الفنية والفكرية على وجه الخصوص .
مهمة الفنانة بيبيانا في التنظيم والبرمجة لم تكن سهلة ، بل اعترضتها منذ البدايات مشاكل وصعوبات ، إلا أن إصرارها وروحها النضالية وإيمانها الراسخ بمجموعة من القيم النبيلة ، التي سعت إلى ترسيخها وتكريسها عبر اختيارها لسينما متوسطية موجهة للجميع وذات بعد اجتماعي وإنساني ، مكنوها من النجاح في تنظيم سبع دورات سنوية من 2009 إلى 2015 وتطويرها من سنة لأخرى .
وبعد فتور دام سنتين تفكر بيبيانا حاليا في العودة من جديد إلى عشقها وشغفها السينفيلي المتمثل في انتقاء أفلام جيدة وعرضها هنا وهناك بحضور مخرجيها وفتح نقاش معهم بمشاركة الجمهور .
فتح نقاش بعد هذه الجلسة الممتعة مع بيبيانا ، التي عرفتنا من خلالها عبر عرض فيديوهات تلخص أنشطة الدورات السبع لمهرجان مينوركا المتخصص في الفيلم المتوسطي وتعليقها عليها ، بينها وبين الجمهور النوعي الحاضر أجابت أثناءه عن مختلف الأسئلة التي تمحورت حول القاعات والمهرجانات السينمائية بإسبانيا وحول نوعية الأفلام التي تعرض بمهرجان مينوركا وطريقة اشتغال هذا المهرجان ومردوديته الثقافية وإكراهاته المادية واللوجيستيكية وكيفيات تطويره مستقبلا وأمور أخرى .
تجدر الإشارة إلى أن السيدة بيبيانا (43 سنة) ممثلة سينمائية ومسرحية إسبانية ، درست فن التشخيص ببرشلونة ، مسقط رأسها ، وبنيويورك ، وشاركت في مجموعة من المسرحيات والأفلام القصيرة بشكل خاص . وبعد إتمام دراستها الجامعية على مستوى الماستر في تخصص الإنتاج السينمائي وإدارته سنة 2008 ، أسست " مهرجان مينوركا للفيلم المتوسطي " الذي تضطلع فيه بمهام الإدارة الفنية والإشراف على البرمجه منذ سنة 2009 . كما شاركت في عضوية لجن التحكيم الدولية بمجموعة من المهرجانات السينمائية هنا وهناك .